دراسة نقدية بقلم الاديب * ابراهيم خليل ياسين**العراق
لنص الكاتبة شذى الشيماء السعيدي من العراق
(على قيد انتظارك)
*********************************
منذ فترة ليست بالقصيرة والشاعرة شذى الشيماء السعيدي تتواصل دون توقف في كتابة نصوصها الشعرية ، واغلبها تصب في مناخ رومانسي بحت بحيث لاتخرج من هذا
الاطار المهيمن ، وانا هنا لا القي باللائخة
على الشاعرة تصرفها وفق هذا الاتجاه لكونها تمتلك الحرية المطلقة بالتصرف كسائر نظرائها بما يروق لها ، وان الكتابة
بهذا الأتجاه لا يأخذ من جرف الشاعر او ينال من تجربته ، فنحن منذ قرون ونحن نقرأ لكبار.الشعراء ، اي منذ العصور الجاهلية
والشعر العاطفي المتسم بالغزل كان حاضرا ومازال مستمرا حتى يومنا هذا
، لكن طبيعة النهج اختلف من شاعر لاخر لدرجة كنا نشعر بحجم الاختلاف من شاعر لاخر ، اذ كانت نبرة قيس بن الملوح تختلف عن نبرة ونمط عن عنترة بن شداد
وانا لست بصدد الولوج في هذا المنحى الشعري ، فقط
فقط ذكرته للتغيير ليس الا ، واود ان اشير الى الشاعرة اخذت على عاتقها كتابة الشعر الرومانسي الهادئ وعبر رؤى وروحية لا اقول تختلف عن نظرائها ، انما اتبعت اسلوب غير تقليدي ذات نكهة خاصة
بها حيث امتلكت الجرأة في قول مايختلج في قلبه دون روتوش او تزويق كما يفعل.البعص ، وهذا يعكس صدق الشاعرة
وعمق تجربتها الشعرية..فالشاعر كلما اتخذ من الصدق نافذة ينطلق منها بلا ادني شك يخرج منتصرا حتى على نفسه
فيفاجي المتلقي بنصوص تثير الدهشة وتثير انتباهه ، وفي نص الشاعرة شذى الشيماء السعيدي الماثل امامي اشعر
كتبته بطريقة متأنية وهادئة تخلو من الصخب والضجيجع ، فتركت جملها الشعرية تحلق على نحو رشيق ومتماسك في الوقت ذاته كانت تحتسب بدقة لكل جملة حذرا من الخروج عن السكة التي رسمتها في مخيتها مسبقا ، وبتعبير ادق
كانت تحرص على السير بجملها حفاظا على وحدة الموصوع واحتراما لذائقة المتلقي في قراءة نص يرتكز على قوائم
ثابتة ، وان كانت الشاعرة قد وقعت في بعض نصوصها في تناص مع العديد من الشعراء عموما منهم نزار قباني وغادة
السمان واحلام مستغاني وسعاد الصباح
وهذا لم يقلل من حجم الشاعر، فالتناص حالة واردة لكنها غير مقصودة ،فالجميع يقع في التناص واعني بهم الادباء وبغض
النظر عن اجناسهم ، وفي نصها على قيد انتظارك......
عقدت بيعتي
على عقد خطاك
بتراتيل الياسمين
اشبعتني همسا وتقليدا
يابلبلي المغرد
استهلال شعري يقظ ومتامل
انطلقت منه الشاعرة بشكل حذر
ويحتسب ، فالجمل استمرت تمضي
في بنائها الشعري لكنها مالبثت ان وقعت
في منحى الانشاء بقولها..يابلبلي المغرد فان الشاعرة هنا خرجت باعتقادي عن نطاقها الشعري وولجت في سكة التعبير
المدرسي ، ثم تنهض مجددا في اللغة
الشعرية التي اعتاد عليها المتلقي مطالعتها لدى الشاعرة ، وان الكثيرمن الشعراء يقعون في هذا الشرك بمافيهم
حتى الشعراء الرواد ، فالنص كما يعلم الجميع ليس مقدسا ، وان حضرت جملة تسجيلية اوتعبيرية اوسردية هنا او هناك لاتعد مأخذا على الشاعر مادام ينتهج اسلوب التغيير
اعزف اللحن الرطيب
نوتات
احلق غص البان عصفورة
واتهجد بانفاسك الطهر
الوداع لم يكتب بانفاس الحب
اهيم بك بامنية الحب
وتحلق الشاعرة بجملها الشعرية بالعديد
من الاتجاها بحيث تعزز من قدراتها في التصرف بالحروف وفق ماتشتهي وما يروق لسلوكها الانساتي ، فالحب في نص
الشاعرة يظل هاجسا ملازما لسيرتها الشعرية وهذا ايضا كرس روح التلاعب
بالالفاظ لديها فكثف التاويل والانزياح بما
يوحي للمتلقي عدة تفسيرات لجملها الشعرية
واسجد لخالقي شاكرة
اسراب القطى
اعرني اجنحتك
لألتقي بمحبوبي
عقدت بيعتي
ووقفت اطوف
حول مقلتيك
وتستمر الشاعرة في ابحارها بالرغم
من وقوعها في بعص العبارات الجاهزة
الى حد تشعرنا نحن كمتلقين انها احيانا.تقع في الاسراع لانجاز النص وكانه هدف اسمى تسعي اليه الشاعرة حتى وان كان على حساب وجودت التص ، فالشاعرة نراها طيلة التص تحلق عاليا ثم تفاجئنا بهبوط غير متوقع بعدها تنتشل تفسها مسرعة في جمل شعرية تتوفر فيها
عناصر الجمال والتامل اليقظ
اكتبها اليك
اصلب الوقت بساعاته
لاكون بالقرب من راحتيك
فالقيت على تعوبذة عشقك
سحر انت وانا معبودة
تعتق كاس قربك
من خلال هذا النص وجدت الشاعرة
تنتقل في جملها الشعرية في مناطق
شعرية متعددة وان الشاعرة لاانفي وقعت
في هفوات صغيرة في جملها الشعرية
لكنها لم تسحب عنها بساطها الشعري الدارك للادوات الشعرية وبكل تفاصيلها
القديمة والحديثة ، حيث الشاعرة اشعرتنا بحجم تجربتها في نصوصها الغزيرة. .وهنا
لابد ان امسك ختام قرائتي تمنياتي للشاعرة المزيد من الابداع...
الرئيسية