[h3]--------------- وشوشة ( 16 ) ---------------
سألتُ مَرَةً والدي :
_ ما هي طموحاتك في الحياة ؟
فأجابني :
_ أن يُعطيني ألله العمر والقوّة حتى أكبّرَكُم وأراكم شبابأ وصبايا لامعين ...
ولم أُعلّق على كلام أبي إذ إعتبرتُ أنه بلا طموح ، يكتفي بلعب الورق " الطرنيب " مساءً ، وينتظر، مع مجموعة من الرجال غناء " سميرة توفيق " , وَلَو لنصف الليل ، وقد يغني ويرقص معها الغالبون في معرض " تزريكهم "و " تعزيرهم " للخسرانين ...
كنّا ، وشكرا لله لأننا ما زلنا ، 8 أولاد والفرق العمري بين أكبرنا وأصغرنا ، يتعدى ال 20 سنة وقد حفظنا لأبي بعض ألأقوال المفصلية ، ومنها :
- يا مسهِل ألأمور يا ألله !
- يا فتّاح يا رزّاق ، يا مقسم الخيرات والأرزاق !
- إضرب عصايتك ( عصاك ) بالطالع ولَحَتى تنزل بيفرجها ألله !
- ربنا بيخلق الدودة بصخرة ، وما بيِقطَع فيها !
وإذا زادت طلباتنا الصباحية ، وكَثُرَت عليه ، كان يقول :
- يا فتّاح يا عَليم ، يا رِزّاق يا كريم .
وعندما كان أحدنا يعصى عليه ، و" هو يكلّمه بالشرق فيردّ عليه بالغرب " ، كان يردّد بأسى بالغ :
- "ما حَدا بيتمنى حَدا يكون أحسَن منه إلا ولاده ! ! ! "
أوَشوِشُ لكم ، بأني كلما طَلَبتُ من الله العمر والقوّة، لأطمئنّ على إبني الوحيد ، أتذكّر كَم كان طموح أبي كبيراً ، وجباراً ...فماذا تقولون ؟
----------لوريس الراعي ----------[/h3]